الشق أكبر من الرقعة

الفساد له عدة أوجه ومتنوع الأشكال وما يميزه في وطني انه له ألوان الطيف تبعا لظروف المكان والزمان إلي أن أصبح ميزة تمتاز بها الدوائر الحكومية وكل ما يختص بالمواطن .
لم تعد ثقافة الفساد أمرا مستغربا لأنه بات صرحا من نزوة فعلى ولا رادع للمفسد ينهب ويسطو ويبتز الناس أجمعين دون رقيب أو حسيب .
مخلفات الفساد لا تضر المواطن فقط ولكن تهدم ثقافة جيل وممتلكات دولة وتعبث بمستقبل الأبناء . وهذه الآفة تنتزع وتهضم حق الآخرين في التعليم والصحة ومشاركة الرأي الفكري وإنسانية المواطن الشريف وما إن يزداد الفساد حتى يولد مزيد من الضعف والقهر في الطبقة الكادحة أو المعدومة التي تحتاج إلي النظام كما أن له دور هام في دحر سبل التقدم والتنمية والتطور والنهوض بهذا الوطن .
إن ضعف النظام والمحسوبية والرشوة عوامل تساهم في انتشار رقعة الفساد الإداري والسياسي والاقتصادي ولن تقوم لنا حضارة مادام الفساد ينتشر في أروقة مؤسساتنا الحكومية وروتين حياتنا فرفقا بوطن أعطى كل الصلاحيات وينتظر أن يجني ثمرة الثقة الممنوحة للمسئولين .
بشكل أو بأخر تم تهيئة المناخ المناسب للفساد في وطني بتمركز السلطة التشريعية والتنفيذية بيد صناع القرار والخاسر الأكبر الوطن والمواطن
انتشار الفساد يسبب تدني القيمة الفعلية والنوعية للخدمات المقدمة للفرد والمجتمع وأسس المنافسة الشريفة وبالتالي إضعاف الانتماء إلي الأرض والوطن , فالانتماء والفساد ليجتمعون في قلب مواطن فأعطني عملا صالحا وأهب لك يا وطني قلبً صادقً .
للحق أقول المفسد في وطني تجاوز حدود الفساد الذي نعرفه او نسمع عنه فقد اخلوا بأهم خصائصه وهي التكتم والسرية فيما يحصل بين الفاسد والمنتفع وأصبح أمرهم جهاراً نهاراً وعلى عينك يا وطن .


تمت كتابة المقال بصحيفة أرجاء الاكترونية بتاريخ 
7/10/2012

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعالي ..

جزء من الحياة